عندما يضرب الطفل الصغير: فهم السلوك والتعامل معه بتعاطف
- Dr JK
- Apr 19
- 2 min read
Updated: Apr 19

من المواقف التي يواجهها الكثير من الآباء: طفلهم الصغير، الذي عادةً ما يكون لطيفًا وفضوليًا، يضرب فجأة – قد يضربك، أو يضرب أخاه، أو صديقًا. قد تكون اللحظة صادمة ومزعجة، لكن خذ نفسًا عميقًا – هذا السلوك طبيعي في مرحلة النمو المبكر، ومع الفهم الصحيح والأدوات المناسبة، يمكنك مساعدة طفلك على تجاوزه.
لماذا يضرب الأطفال الصغار؟
الأطفال الصغار ما زالوا يتعلمون كيف يعبّرون عن مشاعرهم القوية. فالضرب نادرًا ما يكون عدوانًا مقصودًا، بل هو وسيلة للتواصل عندما تعجز الكلمات. قد يضرب الطفل لأنه:
يشعر بالإحباط أو الإثارة الزائدة.
لا يعرف كيف يعبّر عن الغضب أو الحزن.
يختبر الحدود.
يريد لفت الانتباه.
يقلد سلوكًا رآه من قبل.
غالبًا ما يكون الضرب إشارة – ليس لسلوك "سيئ" – بل لطفل غارق في مشاعر لا يعرف كيف يتعامل معها.
الجانب النفسي للسلوك
في هذه المرحلة من نمو العقل، يكون مركز المشاعر (اللوزة الدماغية) أكثر نشاطًا من الجزء المنطقي (القشرة الجبهية الأمامية). هذا يعني أن الطفل يتصرف بدافع من العاطفة دون التفكير في العواقب. من الناحية النفسية، الضرب طريقة لتفريغ التوتر العاطفي.
كيف نتعامل مع الضرب بتعاطف وتوجيه
إليك بعض الاستراتيجيات المستندة إلى الفهم النفسي لمساعدة طفلك على تجاوز هذه المرحلة:
١. كوني هادئًه ومتماسكه طفلك يعكس حالتك العاطفية. إذا رددت بالغضب، ستزيدين الموقف سوءًا. بدلاً من ذلك، استخدمي نبرة حازمة ولكن هادئة:"أعلم أنك منزعج، لكن لا نضرب."
٢. ضعي حدودًا واضحة وثابتة الحدود توفّر الأمان (اقرئيها اكثر من مرّه). أخبري طفلك في كل مرة أن الضرب غير مقبول. وإذا لزم الأمر، قومي بإبعاده مؤقتًا عن مكان اللعب – ليس كعقاب، بل كفرصة للتهدئة وإعادة الضبط.
٣. سمِّي المشاعر ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره:"أنت غاضب لأن البرج سقط. هذا أزعجك . لكن نستخدم الكلمات مثل انا حزين انا تعب انا غاضب، وليس الأيدي."
٤. علّميه بدائل لكي يتصرف أعطيه أدوات جديدة للتعامل:
"في المرة القادمة عندما تغضب، يمكنك أن تضرب الارض بقدميك."
"قل 'توقف' بدل أن تضرب."
استخدمي القصص أو التمثيل للتمرين.
٥. قدِّمي له الدعم بعد الموقف حتى بعد تصحيح السلوك، لا يزال الطفل يحتاج إلى تأكيد حبك له. الاتصال العاطفي بعد الحادثة يطمئنه:"أنا أحبك. مهما حصل و لنحاول من جديد."
٦. لاحظي الأنماط هل يحدث الضرب أثناء الانتقال بين الأنشطة؟ أو عندما يكون الطفل جائعًا؟ فهم المحفزات يساعدك على التوقّع والتدخل المبكر.
٧. كوني قدوة في السلوك الأطفال يتعلمون من خلال التقليد. أظهري له كيف تتعاملين مع الغضب. واعتذري إن رفعت صوتك عليه. هم يراقبون دائمًا.
متى تطلبين المساعدة؟
إذا كان الضرب متكررًا، أو عنيفًا، أو مصحوبًا بتأخر في النطق أو مشاكل في النوم أو تراجع في السلوك، فقد يكون من المفيد التحدث مع طبيب الأطفال أو أخصائي نفسي للأطفال. أحيانًا يحتاج الأطفال لدعم إضافي لتنظيم مشاعرهم.
الخلاصة
طفلك لا يحاول إيذاءك – بل يحاول أن يخبرك بشيء. بالصبر والتعاطف والتوجيه المستمر، يمكنك مساعدته على تطوير الذكاء العاطفي الذي يحتاجه لينجح في الحياة. تذكّري: أنتي لا تصحّحين السلوك فقط – بل تعلّميه مهارة يحتاجها طيلة الحياه.
Comments