لماذا يُدمّر الأطفال ألعابهم؟ و كيف يمكننا التعامل مع ذلك؟

المشهد مألوف: يحصل طفلك على لعبة جديدة، يلعب بها لبضعة أيام (أو دقائق!)، ثم فجأة — تنكسر أو تُرمى جانبًا أو يتم تفكيكها بالكامل. بالنسبة للوالدين، قد يكون هذا محبطًا ومحيرًا. هل الطفل غير مبالٍ؟ هل هناك مشكلة ما؟

قبل أن تفترضي الأسوأ، دعيني اوضح أسباب هذا السلوك، وكيف يمكن توجيه طفلك بلطف ووضع حدود فعّالة.

لماذا يُدمّر الأطفال ألعابهم؟

1. الاستكشاف والفضول: الأطفال بطبيعتهم مستكشفون، خاصة في سن الطفولة المبكرة. تفكيك الألعاب هو طريقتهم لفهم كيف يعمل العالم ، ماذا يوجد داخلها؟ ماذا يحدث إذا ثنيت هذا الجزء؟

2. التعبير العاطفي: أحيانًا يكون التدمير انعكاسًا لمشاعر قوية. إذا كان الطفل غاضبًا أو متوتّرًا أو منهكًا، فقد يكون كسر اللعبة وسيلة للتنفيس أو نداء للمساعدة.

3. نقص في التحكم بالنفس: لا يزال الأطفال الصغار يتعلمون كيفية السيطرة على اندفاعاتهم. الرغبة في رمي شيء أو كسره قد تغلب المنطق في لحظة ما.

4. جذب الانتباه: إذا لاحظ الطفل أن تكسير اللعبة يثير تفاعلًا كبيرًا من الكبار، فقد يُكرر الفعل فقط لجذب الانتباه.

5. عدم فهم القيمة: الأطفال لا يدركون تلقائيًا معنى التكاليف أو القيمة. بالنسبة لهم، تبدو الألعاب وكأنها تأتي وتذهب بسهولة.

   
   

كيف نتعامل مع هذا السلوك ونوجهه؟

١. الهدوء والمراقبة

التفاعل بالغضب قد يُزيد من المشكلة. بدلًا من ذلك، جربي أن تقول:"أرى أن الشاحنة مكسورة، ماذا حدث؟"هذا يمنح الطفل فرصة لشرح الموقف — ويساعدك على فهم الدافع الحقيقي خلف السلوك.

٢. تعليم العناية بالألعاب

العناية بالألعاب مهارة تُكتسب كغسل الأسنان أو ربط الحذاء. درّبي طفلك على التعامل بلطف مع ألعابه وكيفية ترتيبها بعد اللعب.

٣. إنشاء "صندوق الاستكشاف"

خصصي صندوقًا يحتوي على أجهزة قديمة أو ألعاب مكسورة يمكن لطفلك تفكيكها بأمان. أطلقي عليه اسم "صندوق الاستكشاف" هذا يسمح له بالاستكشاف دون إتلاف الألعاب الجديدة.

٤. وضع حدود واضحة

وضّحي الفرق بين اللعب والتدمير. قولي مثلًا:"إذا أردت أن تفتح شيئًا لتعرف ما بداخله، نستخدم صندوق الاستكشاف. لكن نحافظ على ألعابنا الأخرى."

٥. استخدام العواقب الطبيعية

إذا تم كسر اللعبة نتيجة لتصرف غير مسؤول، لا تتسرعي في استبدالها. دعي الطفل يشعر بنتيجة تصرفه — فهذا يعزز الشعور بالمسؤولية.

٦. التحقق من المشاعر

إذا كان تدمير الألعاب مرتبطًا بمشاعر قوية، خصصي وقتًا للحديث والتواصل. اسأليه مثلًا:"هل تشعر بالحزن اليوم؟" أو "هل ترغب في الحديث عما حدث في المدرسة؟"

ختامًا

تكسير الأطفال لألعابهم لا يعني دائمًا أنهم "سيئون السلوك". غالبًا ما يكون جزءًا من النمو والاستكشاف والتعلم. بالصبر والإرشاد والبنية الواضحة، يمكنك مساعدة طفلك على توجيه طاقته بشكل بنّاء، وقد تكتشفي

لديه شغفًا مستقبليًا بالبناء والاكتشاف!