يمكن أن تكون اللهاية أفضل صديق للوالدين خلال الأشهر الأولى من حياة الطفل. فهي تهدئ، وتريح، وتوفر الشعور بالراحة عندما لا تنجح الطرق الأخرى. ولكن يأتي وقت يواجه فيه الوالدان مهمة صعبة وهي فطام الطفل عن اللهاية. قد يبدو الانتقال مرهقًا، ولكن مع النهج الصحيح، يمكن القيام بذلك بلطف وبأقل قدر من التوتر لكل من الوالدين والطفل.
إليك دليل خطوة بخطوة لمساعدتك في عملية فطام اللهاية:
1. فهم دور اللهاية
اللهايات تؤدي غرضًا بسيطًا - تلبية الحاجة الطبيعية للطفل للرضاعة. يولد الأطفال بهذه الغريزة، وهذا هو السبب في أن الكثيرين يبدأون في مص أصابعهم أو أيديهم بعد الولادة بفترة وجيزة. اللهايات يمكن أن توفر الراحة خلال اللحظات العصيبة، وتهدئ الطفل العصبي، وتساعد على النوم.
ولكن الاستخدام المطول للهايات يمكن أن يؤدي إلى مشكلات محتملة مثل عدم انتظام الأسنان، تأخر تطوير الكلام، وزيادة الاعتماد عليها للراحة. ينصح معظم الخبراء بأن يبدأ الآباء في تقليل استخدام اللهاية بين سن 6 أشهر وسنتين.
2. اختيار الوقت المناسب
التوقيت مهم جدًا عندما يتعلق الأمر بالفطام. تجنب بدء العملية أثناء التحولات الكبيرة مثل الانتقال إلى منزل جديد، أو بدء الطفل في الحضانة، أو بعد وصول شقيق جديد. بدلاً من ذلك، اختر وقتًا يكون فيه طفلك مستقرًا إلى حد ما والبيت في فترة هدوء نسبي. ستكون العملية أسهل بكثير إذا لم تكن هناك ضغوط إضافية.
3. التدريج مقابل الإقلاع المفاجئ
بشكل عام، يتبع الآباء استراتيجيتين رئيسيتين للفطام: التقليل التدريجي أو الإقلاع المفاجئ.
- التقليل التدريجي: تتضمن هذه الطريقة تقليل استخدام اللهاية ببطء على مدار الوقت. ابدأ بتقييد استخدامها إلى مواقف معينة مثل وقت النوم أو القيلولة. بعد أن يتكيف طفلك مع الاستخدام المحدود، يمكنك تقليلها تدريجيًا حتى التخلص منها تمامًا. هذا النهج يسمح للطفل بالتكيف دون الشعور بفقدان مفاجئ.
- الإقلاع المفاجئ: يفضل بعض الآباء طريقة أكثر مباشرة، حيث يتم إزالة اللهاية مرة واحدة. على الرغم من أن هذا قد يؤدي إلى أيام قليلة صعبة، إلا أن بعض الأطفال يتكيفون أسرع مما كان متوقعًا. إذا اخترت هذه الطريقة، استعد لفترة قصيرة من الاضطراب، ولكن اعلم أن الأمر غالبًا ما يُحل بسرعة أكبر من الفطام التدريجي.
-استخدام نظام لتقليل حجم اللهاية تدريجياً: هذا النظام لفطام اللهاية مصمم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 18 شهرًا، ويعتبر وسيلة تدريجية لتقليل حجم اللهاية و فطامها. يمكن أن يكون هذا الخيار مناسبًا لبعض الأطفال، وهو مشابه لما استخدمته مع طفلتي. يعتمد هذا النظام على طريقة تُعرف باسم "طريقة القص". المبدأ الأساسي لهذه الطريقة هو أن تقص طرف اللهاية تدريجيًا، ومع مرور الوقت يتعود الطفل على اللهاية المقطوعة ثم يتخلى عنها تمامًا في النهاية. وانصح بأخذ الأمر ببطء وأن تستغرق العملية بأكملها من 2 إلى 4 أسابيع. او اضغط هنا للنظام الجاهز
4. دمج عنصر الراحة
عند إزالة اللهاية، من المهم تقديم شكل آخر من أشكال الراحة. يمكن أن يساعد إدخال دمية مفضلة، أو بطانية، أو حتى شيء انتقالي في تسهيل العملية. يمكن لعنصر الراحة أن يوفر للطفل شيئًا يلجأ إليه عندما يشعر بالحاجة إلى التهدئة الذاتية، مما يساعد على ملء الفراغ الذي تركته اللهاية.
5. التعزيز الإيجابي
احتفل بالنجاحات الصغيرة! كل يوم يمر دون اللهاية هو إنجاز. استخدم التعزيز الإيجابي لتشجيع تقدم طفلك، سواء من خلال المديح اللفظي، مكافأة صغيرة، أو جدول ملصقات. حافظ على الأمر ممتعًا وخفيفًا، وأظهر لطفلك أن هذا تغيير إيجابي.
6. التعامل مع المقاومة
قد يعترض بعض الأطفال على عملية الفطام، وهذا طبيعي. من المعتاد أن يشعروا بالحزن أو القلق. خلال هذا الوقت، حاول تقديم المزيد من الراحة والطمأنينة. اشرح لطفلك الأمر بكلمات بسيطة مثل: "أعلم أن هذا صعب، لكنك تقوم بعمل رائع دون اللهاية!" استمر في التحلي بالصبر، وتذكر أن هذا جزء من عملية التعلم.
7. التحديات الليلية
قد يكون الفطام ليلاً صعبًا بشكل خاص، حيث يعتمد العديد من الأطفال على اللهاية للنوم. إذا كان طفلك يعاني في النوم بدون اللهاية، يمكنك البدء بالفطام في النهار أولاً، ثم التعامل مع الليل لاحقًا. عندما يحين الوقت لإزالتها من روتين وقت النوم، قدم له حضنًا إضافيًا، اقرأ له كتبه المفضلة، أو شغل موسيقى هادئة لمساعدته على الاسترخاء بدون اللهاية.
8. الالتزام بالثبات
الثبات هو المفتاح عندما يتعلق الأمر بالفطام. بمجرد أن تقرر البدء في العملية، التزم بها. الإشارات المختلطة أو السماح باستخدام اللهاية في بعض المواقف وليس في أخرى قد تربك طفلك وتجعل العملية أكثر صعوبة.
9. الاحتفال بنهاية اللهاية
اجعل نهاية استخدام اللهاية مناسبة خاصة. بعض الآباء يستخدمون طرقًا إبداعية مثل "جنية اللهاية" أو "حفل وداع"، حيث يحصل الطفل على لعبة جديدة أو مكافأة صغيرة مقابل اللهاية. هذا يساعد على خلق ارتباط إيجابي بالانتقال، مما يسهل على الطفل التخلي عن اللهاية.
كل طفل مختلف، ولا يوجد نهج يناسب الجميع لفطام اللهاية. الشيء الأكثر أهمية هو التحلي بالصبر، والحنان، والدعم خلال العملية. مع مرور الوقت والحب والثبات، سيتمكن طفلك من الانتقال بعيدًا عن اللهاية والمضي قدمًا في تطوره بثقة.
هل قمت بفطام طفلك عن اللهاية؟ شارك تجاربك ونصائحك في التعليقات أدناه!
Comments